كتب/صالح علي الدويل باراس

من يتكلم عن وطن ووطنية لم يحمِها ولا يعرف كيف يحميها فهو “هريف” للاستهلاك فلو حماها او له قدرة على حمايتها ما دخل الخارج او الاجنبي حد توصيفهم وعاث وتحكّم فازمة ما نسميه الوطن من داخله وليست من خارجه الخارج ليس جمعيات خيرية لرعاية الايتام والعجزة ؛ بل ؛ مصالح وحين يدخل الخارج بلدا لا يدخله وهو وطن فالوطن يحمي نفسه ؛ بل ؛ ساحات صراعات واقتتال وفشل قواه ان تقبل بعضها او تعترف بقضاياها فلم يعد الا مسمى وطن سيدخله الخارج لمصالحه اولا وثانيا …الخ.

الوطن ليس صنما من تمر ناكله تارة ونعبده تارة ، لكي يكون وطنا لابد ان يندمج في هوية حية لكن اول ازمات هذا الوطن انه يعيش ازمة اندماج ولاء فيكون نسيجا واحدا او لديه مركز تماسك يلتف حوله الاغلب او اقل من الاغلب الا بمنطق غلبة القوة وهي مسكّن آني ، فهناك هوية وقضية وطنية جنوبية لم يصنعها الخارج لها وطنها وهويتها وفيه طائفية حوثية لها رؤيتها عن طنها ، وفيه اخوانية لها لها رؤيتها عن وطنها ، وفيه مكونات حكم لها قضيتها ورؤيتها تعتمد.على العصبوبة مهما اظهرت من ليبرالية وفيه قضايا غبن واستبعاد…الخ
هذا اس الاضطراب في مسالة هذه الجغرافيا المسماه اليمن في هذه الحرب.

مسالة ربط الشرعية بالانتقالي بمناسبة وبلا مناسبة في كل سلبيات واخطاء الشرعية واحزابها وفسادها هو توظيف مقصود بل جزء من حرب قوى واحزاب ومراكز قوى اليمننة على القضية الجنوبية التي لا تكره الانتقالي لانه الانتقالي ؛ بل ؛ تكره القضية الجنوبية التي يحملها وتحاول تصفيتها وطمسها من خلال تصفيته الا بتنصيب مكونات حسب طلبها.

الانتقالي مكون على الساحة مثل اي مكون عليها يحمل قضية كغيره من احزاب تحمل قضاياها وليس دولة ولا حكومة ولا بنك ولا ياخذ ايرادت ولا يملك قرار توظيف ولا يملك تعيين الوزراء والمدراء العموميين او مادونهم ومع ذلك فكل القوى في الشرعية وفي الحوثي تحاول ان تلصق كل سلبيات الحرب به وكل فشل الشرعية عليه والهدف تصفية القضية التي يحملها ان من سلّم الوطن -حد وصفهم- للاجنبي ليس الانتقالي بل الشرعية التي كانت كائنا غريبا في نسيجهم السياسي والوطني في صنعاء وفشل احزابها ان تكون مشروعا حيا ومن تسبب في تسليمه للاجنبي انقلاب الحوثي الطائفي ومن حالفوه – وان اختلفوا في ما بعد- ومن حوّل الحرب الى “برمودا” استنزاف عسكري ومالي وسياسي ومجتمعي ويوظفها لمشروعه هم اخوان اليمن والفساد العنكبوني الذي التف حول الشرعية هذه هي المسميات الحقيقة وما تناسل منها لدخول الاجنبي وبقاءه اما الانتقالي فقضيته قبل دخول الاجنبي ورايته رفعها مقاوما قبل دخوله وقبل تغييرهم وقبل شرعيتهم وقبل انقلابهم وشيء طبيعي ان يحمل السلاح دفاعا عنها مثل مايحملون السلاح دفاعا عن قضاياهم وقد الزمته اتفاقية الرياض بالمشاركة لصالح الحرب وشارك وقبل حكومة الخدمات وحماها رغم ما بها سلبياتها عليه.

للخروج من الدائرة المغلقة لابد من تفكيك قضاياه والخروج من مقاربات “تابو” ان اليمن وطن فانكار القضايا بالشيطنة والعمالة لن تحل قضايا هذه الجغرافيا المسماه اليمن فهو ليس محل اجماع وطني ودلائل الخلاف والصراع واضحة وحربها من سبع سنوات تضطرم ، بعدها سمّوا الاسماء بمسمياتها حينها سيصلح الداخل وسيخرج الخارج ولن يجد اي ممسكات لبقائه في هذه الجغرافيا التي نسميها مجازا وطن.