يعد تنظيم الوقت مسألة هامة جدا للإنسان ، حيث يستغل أيام حياته في قضاء الكثير من الأشياء والمهام من عمل, دراسة , فراغ, هوايات, نوم, استرخاء, تنقل من مكان الى أخر, وبعض من تلكم الأشياء او المهام، قد تكون من الأهمية أن تتجدول بوقت معين لإنجاز العمل الموكل اليك أو النشاط الذي تهدف إليه بموعد زمني محدد, والإخر لا أهمية لوضع جدول فلك حرية أكبر في اختيار الوقت.

تتجلى قيمة الوقت في القرآن الكريم ، وهناك آيات كثر تدل على أهمية الوقت وتحث عليه، و من كثر ما أقسم الله به في كتابه العزيز. نحو قوله تعالى ( والليل إذا سجى) ( والعصر إن الانسان لفي خسر) ( والفجر وليال عشر)( والصبح إذا أسفر)، فتلك الآيات تعبر عن دلالة واضحة عن مدى أهمية الوقت .

ففي حياة الجميع منا أثراً واضحاً في كيفية استخدام الوقت. فلذلك يجب أن نمتلك إدراك عالي لمعنى وقيمة الوقت وتعليم ذلك لأبنائنا،
فالوقت يستخدم كمقياس لمدى التقدم الحضاري للدول، وذلك من خلال استخدام مجتمعه لأهمية وتقدير الوقت.

الى جانب أن الوقت أحد الموارد والامكانيات لكثير من المجتمعات المتقدمة, علاوة على ذلك ، فان للوقت قيمة أخلاقية عالية . وبالتالي سنكون على دراية بأهمية قضاء وقت العطلة “الصيفية ” ، وغيرها من العطل الذي تخص أبنائنا فلدات أكبادنا, لما له من دور مهم يقع على عاتق الٱباء في قضاء الوقت المناسب مع أبنائهم.
نلاحظ أن معظم الأطفال يقضون أوقاتهم في الإجازة الصيفية ما بين مشاهدة التلفاز أو اللعب بالأجهزة الالكترونية أو السهر أو اللعب في الشارع إلى أوقات متأخرة من الليل وهذه عادة سيئة ، ودخيلة على مجتمعنا,

وعلى ذلك تتحول الإجازة الصيفية الى فوضى وضياع للوقت حتى يتمنى المربون الخلاص من إجازة أبنائهم، وعودتهم للمدارس, مع الإحساس بالندم لعدم استغلال وقت الإجازة الصيفية بالجلوس مع الأبناء وتربيتهم وتعليمهم الكثير من الأمور الحياتية ، وتنمية المهارات وإشغالهم بالأشياء التي سوف تساعدهم في تقضية الوقت الممتع مع التعليم لتكون إجازة مسلية ومفيدة في الوقت ذاته.

ولما كانت العطلة الصيفية مهمة جدا بالنسبة للأبناء ولا يكفي وجودهم في حدود المنزل ، بل هم يحبون الإنطلاق ، واللهو ، واللعب، وممارسة الهوايات التي يفضلونها و يستحسن أن يكون ذلك برفقة الأباء ليكتمل الاستمتاع بالنسبة لهم، فعلينا تقوية الروابط الأبوية من خلال وجودنا معهم في بعض الأنشطة الذي يحبونها والتي من المفروض كذلك أن نساعدهم على اكتشاف واكتساب أنشطة جديدة تساهم في صقل شخصياتهم وتجعلهم متوافقين مع البيئة المحيطة بهم وكذلك جعلهم ملمين بالعديد من الافكار وكسب المهارات.

اعزائي الأباء هناك عدة طرق، ووسائل لتعليم أولادكم أهمية الوقت وكيفية الاستمتاع فيه، وستكون العطلة الصيفية إنطلاقة لذلك , فهناك الكثير من الأنشطة التي من الممكن أن تعلمها أبنائك وتستمتع في نفس الوقت معهم ومنها:

– تعليم الأبناء أهمية وقت العائلة، وما يحمله من المعاني الرائعة الذي تعود بالنفع والاستفادة في تربية النشء وتحسين صحته النفسية ، بالذات أن الكثير من الأبناء اصبحوا على علاقة بالهاتف المحمول أكثر من جلوسهم مع الأسرة.

– كذلك من الممكن وضع جدول ادإسبوعي مع أبنائك للاتفاق بما يخص الأنشطة التي سوف يزاولها حتى لا يشعر انها فرضت عليه، والعمل على تغييره في حالة عدم مناسبته.

– تنظيم وقت طفلك لتحقيق الاستفادة ، إما عن طريق الصور أو التدريب حسب الفئة العمرية الذي يمر بها النشء.

– علم طفلك المهارات الاجتماعية ( الاستئذان, عدم مقاطعة الكبار, الاستماع, الإعتذار, الاحترام, الشكر, التعبير.

– تعزيز كلمات والفاظ الملاطفة والمجاملة ليستخدمها في تعامله مع الٱخرين بدلا من الألفاظ والكلمات غير المستحباه التي التقطها من الزملاء او من الشارع.

– لا تجعل طفلك يرى المشاكل الأسرية في الإجازة الصيفية ، بل العب مع طفلك ، ولكن دع الطفل هو القائد وقت العب إلى جانب مساعدته في بناء العلاقات واختيار الأصدقاء

– اعطيهم من وقتك واحتضن أبنائك ، وقبلهم بشكل يومي، فهناك دراسات عن دور أهمية الإحتضان في إيصال المشاعر لطفلك.

– ولي الأمر ضع جدول وسميه وثيقة أودستور الأسرة أو غيره من المسميات وتضع فيه بعض من القوانين المنزلية بمثابة خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها مثل الصلاة, قراءة القران, الأسرة, تنظيف غرفته, استخدام الأجهزة الالكترونية بوقت محدد.

– اشركهم في المعسكرات الصيفية، فهي تعلم الأطفال الاعتماد على النفس، وتكوين الصداقات المختلفة أي من خارج نطاق المدرسة و الأسرة و الشارع الذي يسكن فيه.
كذلك يتعلم كيفية التصرف دون وجود ولي أمره الأمر الذي يمنحه الشعور بالإنجاز.

– اشراكهم في أي عمل خيري، وتعليمهم كيفية تقديم المساعدات للغير دون مقابل الأمر الذي سوف يحفز في ذاكرتهم مساعدة الٱخرين لوجه الله وله الأجر في ذلك.

– درب أولادك على الحياة العملية من خلال إشراكهم بجهة ٱمنة ، ومعروفة ليتعلموا روح المسؤولية.

– لاتدع طفلك فريسة لمواقع النت، فعليك كولي الأمر دور في اختيار المواقع المسموح بها واجعله تحت المراقبة.
وبذلك ستجعل النت مصدر للتعليم ، فهناك الكثير من المواقع التعليمية مثل تعليم الحاسوب واللغة وغيره.

– اشركهم في استكشاف الطبيعة من خلال خروجكم للرحلات علمهم المد والجزر وهو في البحر, وأخبره عن النجوم والليل والنهار والشمس والقمر بعيدا عن المصطلحات العميقة والمعقدة.

– ضع لهم جدول للعديد من الزيارات منها زيارة الأقارب لتعليمهم صلة الرحم.
وتعميق الروابط الأسرية. كذلك زيارة الأماكن الأثرية لمعرفة تراث البلد لتثبيت المعلومة الموجودة في الكتاب المدرسي.

وأخيراً الزيارات الخيرية مثل دور الإيتام أو مستشفى السرطان أو مبنى الأحداث.

– ساعده في تربية الحيوانات الأليفة حيث تشعره بروح المسؤولية كونه يمتلك كائن يحتاج الية، ويقوم برعايته، وتزوده بمشاعر الإنتماء والاستقرار النفسي.

مثل تربية الطيور القطط السلاحف, الببغاء, الدجاج, البط, الكتاكيت وغيرها.

وفي الأخير اتمني ان تقضوا وقتاً ممتعاً مع ابنائكم في الاجازة الصيفية.

د. ايزيس المنصوري