كتب /ناصر التميمي
بعد اجتياح الجنوب في ١٩٩٤/٧/٧م تم تدمير الدولة بشكل ممنهج ،وعمل نظام صنعاء على تجريف كل شي جميل في دولة الجنوب حيث نهب المؤسسات وحولها الى أملاك خاصة ودمر التعليم ونشر الجهل والتخلف ،قضى على النظام والقانون ونشر لنا الفوضى والفساد وسلم الفاسدين والغوغائيين المؤسسات وإستبعد أصحاب الخبرات والمتعلمين منها حتى الهوية الجنوبية عمل على طمسها ونشر لنا هوية وثقافة العربية اليمنية ،نعم هم نجحوا في تدمير دولة الجنوب على الواقع ،لكنهم فشلوا في انتزاعها من قلوبنا على مدى ثلاثون عاماً ونيف حاولوا اقناعنا بقبول الوحدة المشؤؤمة وفشلوا قتلوا اعتقلوا وقدموا الأموال والمناصب من اجل إستمرار احتلالهم ففشلوا ايضاً.
صحيح بدأ شعب الجنوب ثورته السلمية التحررية في ٢٠٠٧/٧/٧ م ورفع الرأية الجنوبية في وجه المحتلين وهتف بصوت واحد (( برع برع يا استعمار من أرض الأحرار برع)) ،وهو ماأصاب نظام صنعاء الكهنوتي بالهستيريا ،لأنهم شعروا بخطورة مايحدث في الجنوب من بركان شعبي مطالب بإستعادة الدولة على مصالحهم ،رغم أنهم يعلمون جيداً أن الجنوبيين إذا قالوا كلمة لايتراجعوا عنها حتى يحققوا مايصبوا إليه ،رغم هيجان الشارع الجنوبي ومواجهته للآلة العسكرية الضخمة التي إستخدمها نظام صالح عفاش حينها لإخماد ثورة الجنوب ،الا أن شعبنا الجنوبي الأبي واجه آلة البطش ووحوش نظام الإحتلال التي لاترحم بصدور عارية وسقط الآلاف من الشهداء والجرحى وسالت دماؤهم الزكية على تراب ارض الجنوب الطاهرة في سبيل إستعادة الدولة الجنوبية المسلوبة .
كان الجنوب منذ انطلاق ثورته االسلمية المباركة في أمس الحاجة الى قائد يقود الجماهير ويوحد كل الكيانات الثورية الجنوبية التي كانت في الساحةفي كيان جنوبي موحد يتبنى مطالب الجماهير التي تنادي بالتحرير والإستقلال ،لكن للأسف الشديد قادة الثورة حينها كانوا منقسمين ومختلفين وهو ماسهل لنظام الإحتلال استغلال حالة التشظي الحاصل بين الأخوة الجنوبيين مما زاد الطين بلة ،نعم ظهر الرئيس علي سالم البيض حينها، وكان ظهوره في الوقت المناسب عندما رأى أن الجماهير بحاجه الى قائد يسندهم في هذا الظرف الحساس ،حيث كان ظهوره خطوة جبارة جاءت في وقتها المناسب ،وهو ماأعطى الثورة زخمها وانتقلت المظاهرات والاحتجاجات من المدن الكبرى الى الريف الجنوبي ،وحاول الرئيس البيض لملمت شتات المكونات الجنوبية المؤمنة بالتحرير والإستقلال ،الا أن ضعفاء النفوس من قيادات المكونات الكرتونية وقفوا حجر عثرة أمام كل من يحاول توحيد الصف الجنوبي في مواجهة القوى اليمنية بكل مسمياتها حتى انه انتقل الخلاف من اروقة الغرف المغلقة الى منصات الساحات أمام مرأى ومسمع الجماهير .
رغم ارتفاع الأصوات بضرورة توحيد الصف الجنوبي وتشكيل مكون جنوبي واحد،حيث أجريت عدة محاولات لكن لاحياة لمن تنادي !! وبدأ التذمر والإحباط يدخل الى نفوس الجماهير الثائرة جراء تصرفات القيادات وعدم توحدهم على كلمة واحدة لمصلحة الشعب والسبب الوحيدة الذي ادى الى ذلك هو اختراق نظام صنعاء وتفريخه لبعض المكونات التي كانت تنفذ مايملى عليها من الجهات الداعمة لها والتي لايهما مصلحة الشعب بل وضعت مصالحها الشخصية في المقدمة ورمت بالهدف الذي يسعى لتحقيقه شعبنا خلف الحائط وراحت تلهث وراء جني الأموال لملئ بطونها التي لاتشبع قط.
وعندما جاءت عاصفة الحزم كان الشعب في الجنوب على أهبة الإستعداد وجاهز لمقاومة كل من يتطاول على ارض الجنوب ،وفعلاً عندما حاولت مليشيات الحوثي المدعومة من إيران إعادة إحتلال الجنوب مرة أخرى خرج الأبطال بأسلحتها الخفيفة وواجهوهم بشراسة وتمكنوا من طرد جحافل اتباع ايران في أسابيع معدودة ،وفي الحرب برزت كثير من القيادات التي لعبت دور مهم ومحوري في هذه الحرب التي خرج منها الجنوب منتصراً وللحفاظ على كل المكاسب التي تحققت للجنوب كان لابد من توحيد مكونات الحراك والمقاومة الجنوبية حيث كانت الظروف مواتية أكثر من ذي قبل داخلياً وخارجياً ،فكان على الجنوبيين أغتنام هذه الفرصة التي سنحت لهم رربما لن تتكرر مرة أخرى ،فبعد إقالة القائد عيدروس الزبيدي من منصبه كمحافظ للعاصمة عدن ماهي الا أيام معدودات حتى أعلن قائدنا على تشكيل مجلس انتقالي جنوبي يمثل الطيف الجنوبي المؤمن بالتحرير والإستقلال ليواصل مرحلة النضال وحماية مكتسبات الثورة .
نعم يعتبر ولادة المجلس الإنتقالي الجنوبي منعطف تاريخي فاصل في تاريخ الجنوب والذي بإعلانه تم قطع الطريق على كل المكونات الكرتونية التي تدعي بأنها تمثل الجنوب ،وبهذه الخطوة الشجاعة من قبل القائد عيدروس الزبيدي التي وحدت أغلب المكونات الجنوبية أصبح لدينا قائد واحد ومكون جنوبي واحد ممثل للشعب وحامل للقضية وتجاوزنا مرحلة الشتات والتشظي التي رافقت الثورة منذ انطلاقتها وماشابها من اخطاءات وارهاصات وإلتفت الجماهيري الثائرة خلفه وفوضته بقيادة السفينة حتى نيل الحرية و الإستقلال من تحت براثن الإحتلال اليمني البغيض ومنذ ذلك حقق المجلس الانتقالي مكتسبات وانجازات كبيرة نقلت الجنوب من مرحلة الضعف والتهميش الى مرحلة الشراكة والقوة ،لقد حقق لنا الإعتراف الدولي وأصبح لدينا جيش جنوبي قوي قادر على مواجهة كل من تسول له نفسه غزو الجنوب او حتى الإقتراب من حدوده .
يجب أن يعرف المشككين بأننا أصبحنا بعد تأسيس المجلس الإنتقالي أقوياء واستطعنا إقناع العالم بعدالة قضيتنا وحقنا في تقرير مصيرنا وهذا مكسب يضاف إلى كل المكتسبات الأخرى لكن للأسف الشديد أخواننا من الجنوبيين أصحاب النظارات السوداء لايرون ذلك أبداً، بل هم منشغلين بأتفه الأشياء التي تنشر لهم في وسائل التواصل الإجتماعي أو التي تبثها مطابخ الأعداء عبر قنواتهم الخبيثة التي لاشغل لها الا المجلس الانتقالي وقياداته ،يجب أن يعلم الجميع أن قيادتنا السياسية بقيادة القائد عيدروس الزبيدي تسير في الإتجاه الصحيح وهم ليس بحاجة للتنظير والتحليلات العمياء التي لاتخدم قضيتنا لا من قريب ولا من بعيد بقدر ما انها تصب في خدمة الأعداء الذين ضجت مضاجعهم وحدة الجنوبيين خلف المجلس الإنتقالي ،والله جريمة عندما يأتي كاتب اومحلل جنوبي ويصب جام غضبه على مجلسنا الموقع متجاهل كل الإنجازات العسكرية والسياسية والأمنية التي تحققت على المستوى الداخلي والخارجي .
أيها الجنوبيين الأحرار لامجال اليوم للخلافات في هذه الظرف الإستثنائي في الجنوب ،يجب علينا جميعاً ان نضع أيدينا في أيدي الرئيس الزبيدي ونسير على بركة الله ونترك كل التباينات والإختلاف في الرأي الى مابعد التحرير وسيجلس الجميع على طاولة واحدة لايجاد الحلول المناسبة لها،ولانعطي العدو اي فرصة لنشر الفتة بيننا والفوضى في جنوبنا الحبيب يجب أن لانقلق أبداً نحن فوضنا قائدنا فهو سيوصلنا الى بر الأمان بإذن الله ،دعوا القيادة تعمل ولاتزرعوا الأشواك في طريقهم ابتعدوا عنهم واتركوهم يعملوا ،وإن كنتم مششككين انزعوا نظاراتكم السوداء و إنظروا أمامكم سيترون كل المكتسبات العظيمة التي تحققت في فترة زمنية قصيرة جداً.
صحيح الوضع الإقتصادي مزري للغاية وانقطاع للرواتب وتدهور في الخدمات وارتفاع جنوني في الأسعار ،ولا أحد ينكر ذلك وهي حرب مفتعلة من قبل أعداء الجنوب الهذف منها تركيع ابناء واذلالهم حتى يتخلوا عن هدف التحرير والإستقلال ويخرجوا ضد ممثلهم الوحيد وحامي قضيتهم المجلس الانتقالي وهو عمل مدبر ومخطك له ،لكن هيهات هيهات مهما فعلوا من أزمات او حروب لن نتخلي عن مطلب استعادة الدولة ،مهماوصنعوا من أزمات ولن يزيدنا ذلك إلا قوة وإيماناً بعدالة قضيتنا وأصراراً خلف قائدنا الفذ عيدروس قاسم الزبيدي ولن نتخلى عنه مهمها كانت الظروف ،لأنه ليس لنا قائد في هذه المرحلة الحساسة الا هو وهو رجل المرحلة ،ونحن رهن اشارته وهنا أقول للمنخدعين بما يشاع من أكاذيب عبر وسائل الإعلام المعادية للقضية الجنوبية عليهم الأبتعاد عن متابعتها لأنها ستصيبهم بالإحباط والهوس السياسي وفي الأخير أقول لهم نحن مع قائدنا الزبيدي ..حتى والبطن خاوية !!
تعليقات الزوار ( 0 )