كتب / رشاد خميس الحمد

إن النجاح شي جميل ولايأتي إلا بعد جد وإجتهاد ولكن الاسوء من ذلك هو الوصول للقمة ثم الانحدار نحو الاسفل ثم الهبوط المفاجئ لقد كنت من الحاضرين في ختام مؤتمر الشباب الأولى بسيؤن تلك الليلة التي أرهق فيها جميع الحاضرين وهم يصفقون فخرا وشكرا لوكيل الوادي عندما كان الرجل يعدد إنجازاته في مختلف القطاعات ويزهو بذلك النجاح النوعي وكان الجميع متفائل بنهضة مستقبلية بوادي حضرموت في السنوات القليلة القادمة على أقل تقدير ولكن ما إن مرت عدة أشهر إلا أن مؤشر الخدمات بدأ يهبط ويسجل تراجع مخيف خصوصا بمجال الخدمات فالكهرباء أصبحت الحزن المستمر والألم المتجدد والعقاب الجماعي الذي عذب به أبناء وادي حضرموت وما أن ينسى المواطن أزمة الكهرباء إلا تأتي أزمة المشتقات النفطية خصوصا مادة الديزل المدعوم الذي يوزع بشكل عشوائي وطوابير مذلة ثم يهرب بالسوق السوداء وكذلك أزمة بترول خانقة وسوق سوداء وبسعر خيالي رغم ذلك لاتجده إلا في بعض المحطات و بسعر السوق السوداء وفي اللحظة التي يصابر بها المواطن نفسه ويحاول جمع شتاته تأتيه أزمة غياب الامن الذي لايزال يرعب قلوب الأمنيين ويهدر دماء الأبرياء وغيرها من الظلمات بعضها فوق البعض.

والواضح أن السلطة لم تبحث عن حلول يانعه ولا دراسة متينة ورصينة والمضحك المبكي أن السلطة ذهبت تستجدي الحلول بما يسمى الهبة وتلك قصة فاشلة كتبنا عنها مرارا وتكرارا فلا جدوى من التكرار .

إن محاولة السلطة كسب ود من يسمون أنفسهم قيادة الهبة وإستجداء الحلول منهم يعد ضرب من ضروب الخيال فالهبة أنتهت قبل أن تبدأ لأنها تمثل أطراف سياسية معينة وما شعارات حضرموت إلا حصان طروادة وشعارات مخادعة لتضليل على الجماهير التي تعيش الوهم بعيدا عن الحقيقة رغم آثارها السيئة وهو العبث بتصريف الديزل ولجان وهمية فلا رقيب ولا حسيب عليها وكان الأجدر أن تستفيد من تجربة توزيع بترول مارب المدعوم الذي ضرب مثالا رائعا في توزيعه ولكن لاحياة لمن تنادي .

رغم أنني أعتقد أن تلك الزوبعة ستبقى مصدر إزعاج ما لم يحسم أمرها بوضوح لأنها تمثل رغبة طرفين سياسيين متناقضين تماما تم نقل صراعهم البارد للوادي برغبة المخرج لذلك من غير الحكمة البحث عن الماء العذب من جوف الصحراء.

وقبل إسدال الستار نؤكد أن دولة المؤسسات والنظام والقانون هي المخرج الحقيقي لنهضة حضرموت ساحلا وواديا ونتمنى من السلطة تصحيح الأخطاء والعودة للمسار الصحيح الذي أنطلقت به مع تفعيل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ومحاسبة كل المقصرين فيكفي المواطن أوجاع فكاهله لايحتمل مزيدا من العناء والشقاء ويجب على السلطة أن تعمل باستراتيجية واضحة وترفض التسيب وتحسم المواقف بدون تردد فالنظام والقانون وسيادة الدولة فوق الجميع.

وذلك من أجل أن تستعيد حضرموت دورها الريادي والمأمول لتحقق الأمل المنشود في نهضة مستقبلية وحياة كريمة وعيش رغيد لكل المواطنين .