تحل علينا الذكرى الـ28 ليوم الـ7 من يوليو الأسود، اليوم الذي سقطت فيه بلدنا في قبضة الاحتلال اليمني، لكن لم تسقط القضية والوطن والهوية التي قطعنا اليوم خطواته مهمة واستراتيجية نحو استعادتها، وهذا حقنا المشروع، رغم ما تتعرض له بلادنا.

لقد ارتكب نظام الاحتلال اليمني جرائم فظيعة، “انقلب على مشروع الوحدة السلمي في المهد، باغتيال القادة الجنوبيين، ثم شرع الى إعلان الحرب في يوم الـ27 من ابريل 1994م، ومنح قواته وميليشياته القبلية الضوء الأخضر للهجوم على القوات الجنوبية في عمران وذمار، ثم شرع الى تحشيد تنظيم القاعدة والإخوان والقبائل لاجتياح الجنوب، والافظع من كل ذلك كانت تلك الفتوى الدينية التي اعتبر فيها سكان “أنهم ماركسيون وملحدون وخارجون عن الدين الإسلامي”.

شنت الحرب وتم تهجير الجنوبيين من أرضهم واستباحوا أرض الجنوب، بالحروب والإرهاب والاستيطان، واعتقدوا انهم قد قضوا على القضية الجنوبية والهوية الجنوبية والدولة الجنوبية، وظنوا أنهم احرقوا الجنوب وجعلوه رماداً، ولكن عاد كطائر “الفينيق” من جديد، وفوق هذا تسامى على الجراح والحروب وبات اليوم يستعان به في استعادة صنعاء ومدن اليمن الشمالي التي احتلها الاماميون الجديد.

انها فرصة ان نذكر الاخوة الاشقاء، ان فرص الحياة لا تتكرر، اغتنموا فرصة اليوم، حاربوا لاستعادة ارضكم انتصروا لليمن الجمهوري استعيدوا “الجمهورية العربية اليمنية”، فلا خيار أخر غير هذا.

قدموا خطابا تصالحيا تجاه الجنوب، فوالله لن تتكرر هذه الفرصة مرة أخرى، الجنوب العربي عاد إلى أهله شاء من شاء وأبى من أبى، ولم يعد هناك من مبرر لأي محاولة سخيفة لغزو الجنوب مرة أخرى، ولو كان في ذلك التحالف مع ميليشيات إيران في اليمن، واي مغامرة من هذا النوع فقد تقضي على أي مصالح مشتركة قادمة، ستقضي على التعاون الاخوي الذي نسعى ان نؤسسه للأجيال القادمة “ان تعيش في دولتين متجاورتين”، لكنها لن تستطيع ان تقضي على دولة الجنوب العربي الفتية، وانا هنا لا اهدد، ولكن تذكروا جولات الحرب السابقة قبل اتفاقية مشروع الوحدة، وفي النهاية الحروب لا تخلف الا مزيد من الدمار والشقاق، لكنها لا تسلب الأخرين حقوقهم مدى الدهر.

الرحمة لشهداء الجنوب الابطال، الشفاء للجرحى.

وعاش الجنوب العربي حرا مستقلا.