تحل علينا اليوم الخميس، ذكرى الحرب المشؤومة التي شنها الاحتلال اليمني على الجنوب في السابع من يوليو من عام 1994، تلك الحرب التي استطاع فيها الاحتلال أن يسطو على الجنوب بقوة البطش والقمع وآلة الإرهاب.

 

قبل 28 عاما، وقعت العاصمة عدن في قبضة الغزاة الذين قادهم الإرهابي المدعو علي محسن الأحمر، ذلك المتطرف الذي كان قبل بضعة أشهر فقط موجودا بالسلطة، ومشرفا على حرب غاشمة لا تزال تُشن على الجنوب.

 

قرابة الثلاثة عقود مرت على يوم 7 / 7 المشؤوم، فالاحتلال اليمني بخبثه وإرهابه أراد أن يفرض تلك الوحدة المشؤومة والمرفوضة بقوة السلاح، فحرك مجنزارته وعناصره الإرهابية لغزو الجنوب، متسلحا بفتاوى تكفير وتحريض أصدرتها أبواق الإخوان الإرهابية التي تفننت في استهداف الجنوب والتحريض على قتل شعبه.

 

قوى صنعاء الإرهابية شنت حربا متكاملة الأركان، تجاهلت فيها دعوات إقليمية ودولية واسعة النطاق لمطالبتها بوقف جرائمها ضد الجنوب، وألا يتم فرض تلك الوحدة المشؤومة بقوة السلاح، لكن الفصائل الإرهابية تمادت في مخططها الخبيث في معاداة الجنوب وشعبه.

 

احتلال الجنوب في السابع من يوليو كان مقدمة لويلات لا يزال يتكبدها الجنوب حتى اليوم، فالشعب يعاني من كل شيء، من ترويع وتهديد، من نقص لكل احتياجاته ومتطلباته، من طائفية تمارس ضده بوحشية تتجلى في أبشع صورها في وقف صرف رواتبهم، ومن تجريف للمؤسسات وتخريب متعمد للبنية التحتية.

 

*دالاحتلال اليمني لم يكن يرغب فقط في السطو على ثروات الجنوب، فهذا الأمر ارتكبه بالفعل، ولم يتوقف عن طرد أصحاب الأرض من وظائفهم العسكرية والمدنية، لكن الحرب استهدفت أيضًا بكل وحشية الهوية الجنوبية.

 

حرب السابع من يوليو لم تسفر فقط عما تسمى الوحدة المشؤومة، لكن الدولة الجنوبية دُمِّرت مقوماتها بشكل كامل، من مؤسسات وثروات ونهب للأراضي وتنكيل بالكوادر البشرية، فضاعت أي فرصة أمام تحقيق الاستقرار في الجنوب مع وجود هذا المحتل الغاشم.

 

ومع مرور 28 عاما على احتلال الجنوب، يضيق الجنوبيون ذرعا من حجم الإرهاب الذي يحيط بهم من كل حدب وصوب، ويطالبون بضرورة التخلص من هذا الكابوس.

 

وتحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، يجابه الجنوبيون بصدورهم وأجسادهم المؤامرات التي تُحاك ضد الجنوب، وقد حققت القيادة بالفعل العديد من المكاسب التي تخدم مسار قضية شعب لكتابة كلمة النهاية على كابوس الوحدة المشؤومة.