كتب العميد  / ثابت حسين صالح

 

المتابع للشأن اليمني عامة والجنوبي خاصة، سيستنتج ببساطة، أن القاسم المشترك والمصلحة المشتركة لكل من جماعات القاعدة وداعش والإخوان والحوثيين في اليمن…قد محورت وكتلت جهودها في معادة الجنوب شعبا وقيادة وهوية.

 

[استهداف قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي]

 

ومنذ تأسيسه في العا 2017م, بات المجلس الانتقالي الجنوبي وقيادته وكوادره في بنك أهداف العمليات الإرهابية التي عادة ما تسبقها وترافقها حملات تحريض وتكفيرواسعة وظالمة ضد هذه القيادات.

 

فعقب النجاحات الكبيرة في مجال مكافحة الإرهاب واستئصال شأفته في معاقله بحملات عسكرية ضاغطة قادتها القوات الجنوبية بدعم وإسناد من الجيش والقيادة الإماراتية وبإشراف مباشر من قبل القائد عيدروس الزبيدي، رفع تنظيم الإخوان فرع اليمن التقياء عن عدد من قياداته المطلوبة دوليا وبث تسجيلات سب وتحريض وإفتاء باستباحة دماء قيادات وأنصار المجلس الانتقالي الجنوبي.

 

[التخادم بين التنظيمات الإرهابية]

 

و لم يتوقف التخادم بين الجماعات الإرهابية والحوثيين والإخونج عند حدود التعاون والتكامل الإعلامي بل تجاوز ذلك مؤخرا إلى تشكيل كتائب مسلحة تضم عناصر إرهابية مطلوبة دوليا للقتال إلى جانب جماعة الإخوان في محافظتي مأرب وشبوة ومنطقة شقرة.

 

هذا التخادم له جذور تأريخية سابقة من خلال تغلغل عناصر القاعدة واستيعابهم في قوام الجيش الحكومي اليمني بعد حرب 1994.

 

لذلك فإن استهداف القيادات الجنوبية ظل يسير في إطار مسلسل مستمر, لم يتوقف قط، منذ بداية تسعينات القرن الماضي,والهدف الأساسي إستهداف القيادات الجنوبية الرافضة لوحدة الضم والإلحاق ونهب ثروات الجنوب, والمناضلة من أجل استعادة الدولة الجنوبية المستقلة.

 

فقط لكل جريمة إرهابية ظرفها المكاني والزماني…غير أن العلامة المميزة لكل الأعمال الإرهابية هو قتل القيادات الجنوبية وزعزعة أمن واستقرار الجنوب…بحيث كانت الجرائم التي تعلن عن تبنيها جماعات القاعدة تصب في تخادم واضح بين الحوثيين وإخوان اليمن.

 

في الآونة الأخيرة اشتدت عمليات استهداف القيادات الجنوبية بعد اتفاق الرياض ومشاورات الرياض والحراك السياسي والدبلوماسي والحوارات والتقاربات باتجاه تفهم أهمية قضية الجنوب في مسار اي حل سياسي نهائي…ولعل احد أهداف كل تلك العمليات الارهابية تصوير عدن غير آمنة, وتثبيط الجهود الكبيرة التي بذلتها القوات الجنوبية لمكافحة الإرهاب والفوضى.

 

[الجهود العظيمة]

 

ومع التطورات الايجابية الأخيرة في محافظة أبين, كثمرة مستحقة لجهود قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي, وأسفرت عن تنسيق جهود قوات الأمن الجنوبي…جن جنون الحوثيين والإخونج , فأوعزوا الى جماعات القاعدة بما فيها تلك المجاميع التي فرت من شقرة باتجاه المنطقة الوسطى لتصعيد العمليات والانشطة العدائية ضد القوات والقيادات الجنوبية.

 

وعلى الرغم من الجهود العظيمة التي تضطلع بها القوات الجنوبية فأن الضرورة الملحة تقتضي رفع الجاهزية واليقظة الأمنية في عموم محافظات الجنوب، والتعاون المجتمعي مع الأجهزة الأمنية وسرعة التبليغ عن أي عناصر مطلوبة أمنيا، وأي تحركات مريبة تهدف إلى إقلاق السكينة العامة.

 

وفي نفس الوقت فإن مجلس القيادة وحكومة المناصفة وكذلك التحالف العربي معنيون للقيام بواجباتهم في توفير الدعم والإسناد اللوجستي للقوات الأمنية الجنوبية بما يمكنها من أداء واجبها الوطني في ترسيخ الأمن والاستقرار، ومجابهة التنظيمات الإرهابية المتحالفة مع جماعة الحوثيين.