في تاريخ الأوطان هناك قضايا تتجاوز أروقة المحاكم لتصبح اختباراً لضمير الأمة وقيمها قضية القائد في قوات دفاع شبوة أحمد قردع بن سريع ورفاقه من أبناء جردان هي بوصلة أخلاقية تكشف حجم الوفاء والخذلان في آنٍ واحد.

المفارقة مؤلمة وقاسية رجالٌ صدقوا العهد في ميادين القتال تكافئهم اليوم ساحات العدالة بحكم إعدام جائر للقائد وتشرد ومطاردة لرفاقه إنها معادلة مقلوبة تهين التضحية وتكافئ الجحود وترسل رسالة محبطة لكل من يذود عن تراب الوطن.

ما يزيد الجرح عمقاً هو مسرحية المماطلة وتأجيل الجلسات المتكرر وهو ليس مجرد إجراء روتيني بل تكتيك ممنهج لقتل القضية بالتقادم وإخماد صوتها في بحر اللامبالاة المتعمدة هذا الصمت المطبق من الجهات المعنية لم يعد مجرد تجاهل بل هو مشاركة سلبية في الظلم وتواطؤ يشرعن خذلان الأبطال.

إن قضية قردع ورفاقه لم تعد قضيتهم الشخصية بل هي قضية كل شبواني وكل جنوبي حر إنها قضية مبدأ أساسي هل جزاء التضحية هو الإهمال والأحكام القاسية؟

لذلك لم يعد صوت المناشدة كافياً المطلوب اليوم هو وقفة جادة وحاسمة تكسر هذا الصمت وتطالب بالعدالة الناجزة والواضحة لا الموت البطيء خلف أسوار التجاهل. فليكن صوتنا هو صوت الحق الذي لا يخشى الظلم ولتكن كلمتنا هي الرصاصة التي تكسر جدار الصمت.

✍🏼 محمد احمد العمري