في جريمة صادمة تهدد حياة المواطنين وصحتهم، تمكّنت الجهات الأمنية في العاصمة المؤقتة عدن من القبض على عصابة متورطة في واحدة من أبشع عمليات الغش التجاري، تمثلت في خلط زيت محركات السيارات مع العسل الطبيعي وبيعه على أنه منتج غذائي نقي.
هذه العصابة لم تكتفِ بالغش التجاري فحسب، بل تجاوزت الخطوط الحمراء عندما استهدفت منتجًا يُعد من الأغذية العلاجية والوقائية في المجتمع، مستخدمة مواد شديدة الضرر على جسم الإنسان. فزيت المحركات مكوّن كيميائي سام يُستخدم في الآلات الصناعية، لا علاقة له بأي استخدام بشري، ويُسبب استهلاكه أضرارًا خطيرة للكبد، الكلى، الجهاز العصبي، بل وقد يؤدي إلى الوفاة.
*الجريمة ليست تجارية فقط، بل صحية وإنسانية*
هذا النوع من الجرائم لا يمكن تصنيفه فقط كغش تجاري، بل كجريمة صحية وإنسانية من الدرجة الأولى، تستوجب أقسى العقوبات، لما تمثّله من تهديد مباشر لحياة الناس، وخاصة المرضى الذين يقبلون على العسل لعلاج بعض الأمراض المزمنة، أو الأطفال وكبار السن ممن يحتاجون إلى تقوية مناعتهم.
*دعوة للحزم والمساءلة*
الحادثة تؤكد الحاجة الملحة لتشديد الرقابة على الأسواق، وفرض إجراءات فحص دقيقة على المنتجات الغذائية، وخصوصًا العسل، الذي أصبح هدفًا سهلاً للغشاشين بسبب قيمته المرتفعة وثقة الناس به.
كما يجب على الجهات المعنية رفع مستوى الوعي لدى المواطنين حول أساليب الغش الحديثة، وكيفية التحقق من جودة المنتجات قبل شرائها، وتشجيع الشراء من مصادر موثوقة ومُرخصة.
فعملية القبض على هذه العصابة يُعد إنجازًا أمنيًا مهمًا، لكن الأهم هو أن تكون هذه الحادثة جرس إنذار لتحصين الأسواق والمستهلكين من عبث الجشعين وعديمي الضمير، الذين لا يتورعون عن تحويل غذاء الناس إلى سُمٍّ قاتل من أجل المال.
✍️ عبدالله العجي
٢٢ اكتوبر٢٠٢٥م
تعليقات الزوار ( 0 )