تدور معارك عنيفة، بين القوات الحكومية، ومليشيا الحوثي، في الجبهة الجنوبية، لمحافظة مأرب، (شرقي اليمن) وسط موجة نزوح كبيرة للأهالي من مناطق المواجهات.
وقال مصدر عسكري لـ”نيوزيمن”، إن مليشيا الحوثي، استطاعت السيطرة على معسكر “أم ريش” ومناطق “نصير” و”حرة” و”النجاد” غربي مديرية الجوبة، بعدما أحكمت سيطرتها على آخر موقع استراتيجي كانت تتمركز فيه قوات موالية لحزب الإصلاح بمنطقة ملعاء حريب.
ومع احتدام المعارك، حذرت مصادر قبلية، من انهيار جبهة مديرية الجوبة، في ظل ما وصفته بـ”الخذلان الذي يتعرض له أبناء القبائل من قبل القوات الحكومية التي يسيطر عليها حزب الإصلاح”.
وقالت المصادر، إن سيطرة مليشيا الحوثي على منطقتي “أم ريش و”نصير” تمكنها من الالتفاف على مديرية الجوبة بشكل كامل، ما يعني سقوط جبال مراد تلقائيا في أيدي الحوثيين.
وأشارت المصادر، إلى أن معسكر “أم ريش” سقط بعد شن الحوثيين هجمات مكثفة بأكثر من 18 نسقا بشريا، في جبهتي علفاء بمديرية الجوبة وملعاء في مديرية حريب جنوبي مأرب.
وتمكنت المليشيا من السيطرة على المعسكر بعد مقتل أعداد كبيرة من عناصرها، فيما استشهد أكثر من 28 مقاتلا من رجال القبائل وأصيب العشرات.
وعلى مدى الأيام الماضية، دفعت مليشيا الحوثي، بمئات المقاتلين في موجات كبيرة، لشن هجمات عنيفة ومتواصلة على مواقع رجال القبائل.
إلى ذلك، قال مصدر قبلي آخر لـ”نيوزيمن”، إن مجاميع كبيرة من قبائل عبيدة والجوبة انضمت للقتال ضد مليشيا الحوثي في جنوبي مأرب.
غير أن مقاتلين قبليين شكوا من نقصان كبير في الذخائر، وقالوا، إنهم يقاتلون بأسلحة خفيفة ومتوسطة ويفتقرون إلى أسلحة ثقيلة في مواجهة عتاد المليشيا، إضافة إلى نقص في الغذاء.
إلى ذلك قالت مصادر قبلية، إن هناك تذمرا في أوساط مقاتلي القبائل المحلية نتيجة محاولات قيادات حزب الإصلاح فرض عناصر موالين لإدارة المعارك ضد الحوثيين، رغم افتقار تلك العناصر الإخوانية، للكفاءة والخبرة، إضافة إلى جهلها للطبيعة الجغرافية، الأمر الذي يهدد بسقوط جميع مناطق مراد في أيدي مليشيا الحوثي.
وأشارت المصادر، إلى أن المعارك كانت على امتداد جبهتين تقعان على حدود مديرية الجوبة ويفصل بينهما ستة كيلو مترات فقط، لكن الوضع أصبح خطيرا بعد التقدمات الميدانية للحوثيين جنوب مأرب.
وبحسب المصادر، فإن المليشيا تفرض حاليا سيطرتها على الجبهة الأولى والتي كانت تقع في منطقة علفاء على حدود مديرية الجوبة من اتجاه مديريات رحبة، ماهلية، قانية والطريق الذي يربط محافظات مارب والبيضاء وذمار وصنعاء، فيما الجبهة الثانية حاليا داخل مديرية الجوبة من اتجاه الجنوب وبمحاذاة مديرية حريب بمأرب وبيحان في شبوة.
حصار خانق على “العبدية”
وتفرض مليشيا الحوثي، حصارا خانقا على مديرية العبدية جنوبي مأرب وسط انتقادات أطلقتها قيادات قبلية وعسكرية لوزارة الدفاع وحزب الإصلاح، لعدم قيامهما بأي تحرك لفك الحصار.
وقالت مصادر “نيوزيمن”، إن الحوثيين يحاصرون قبائل العبدية ويعيقون خروج الأهالي إلى مناطق آمنة.
وبحسب وحدة النازحين الحكومية في مأرب، فان 5 آلاف أسرة تقطن المديرية، إضافة إلى أسر نازحة معرضة لخطر كبير مع صعوبة إدخال المساعدات إلى المنطقة.
ويمنع الحوثيون وصول المواد الغذائية إلى مديرية العبدية بعد سيطرتهم على آخر منفذ.
في حين أفادت مصادر أخرى، أن العشرات من الأسر في المديرية استطاعت الفرار والنزوح من مساكنها عبر منفذ فرعي هو الوحيد للمديرية المحاصرة، ويصلها بمناطق مديرية الجوبة المجاورة والذي أغلق يوم الاثنين.
وتقول مصادر قبلية، إن مليشيا الحوثي تهاجم العبدية التي يتواجد فيها معسكر تابع للواء الشدادي من ثلاثة محاور: الأول، من جهة ماهلية، والثاني، من جهة مديرية نعمان في البيضاء، والثالث من اتجاه حريب بمأرب، فيما تستعد لفتح جبهة جديدة من اتجاه مديرية الجوبة بعد سيطرتها على معسكر “أم ريش”.
تعليقات الزوار ( 0 )