تقرير: ماريا محسن            

منذ سنوات لم يعش تنظيم القاعدة نكبة كالتي يشهدها اليوم، في الجنوب، فقد بات التنظيم الإرهابي حريصا على عدم خسارة أمواله المتبقية وأدواته وحتى عناصره، كما أنه فقد كثيرا من قدراته العملياتية والميدانية بفعل سلسلة الهزائم التي تلقاها على يد القوات المسلحة الجنوبية خلال العملية العسكرية المكافحة للإرهاب في أبين وشبوة.

أدّى اقتحام القوات الجنوبية لمعاقل القاعدة إلى تدمير مركز عمليات التنظيم والذي كان يقع في وادي الخيالة بمديرية المحفد في محافظة أبين، بالإضافة إلى اكتشاف القوات لمعسكر قديم كان قد أسسه زعيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن في العام 2001 والذي كان يقع في نطاق جبال وادي ضيقة، لتشكل هذه الضربة الخسارة الأكبر للقاعدة.

فقدان التنظيم معسكرات نوعية ذات قيمة استراتيجية على يد القوات الجنوبية في عملية عسكرية كانت شبه معقدة وفي فترة زمنية قياسية يؤكد أن إصرارا كبيرا يعتمده الجنوبيون لاقتلاع الإرهاب مهما كانت التضحيات، وفي حين أن العمليات الأمنية تستلزم دعما لوجستيا وترسانة عسكرية مكتملة إلا أن القوات الجنوبية كانت وما تزال تنفذها بأقل الإمكانات وهو الأمر الذي يؤكد بيئة الجنوب الطاردة والرافضة للإرهاب وتنظيماته وداعميه.

رسالة أخرى صريحة تبعثها العمليات العسكرية للقوات الجنوبية للدول الأعضاء المكافحة للإرهاب والتحالف الدولي من خلال تحقيقها الانتصارات والنجاحات الكبيرة والمبهرة في عمليات مكافحة واجتثاث الإرهاب، رسالة تؤكد أن الأمن القومي للجنوب من أمن الإقليم والمنطقة، وهو ما يتحتم ضرورة دعم الدول للقوات الجنوبية دعما كاملا بما يتماشى مع الخطورة التي تشكلها تنظيمات القاعدة وداعش على المنطقة.