صالح الضالعي.
هكذا هى الدنيا وحالها- فرح-حزن- صرخة مولود بعد مخاض عسير- هكذا هو الموت الخاطف منا اعز احبابنا على حين غفلة دون اخبارنا عن موعد مسبق او حتى التليمح به كي نستقبل الصدمة المثخنة لجراحاتنا لمعاناتنا.
على غير موعد فوجئت بخبر رجرج قلبي وافقدنا حواسنا فلم استوعبه الا بعد سويعات من تناوله في كافة وسائل الاعلام المختلفة.
وفاة الإعلامي القدير (صالح الحميدي) في احد مشافي القاهرة بعد مرض عضال- غصة وحرقة لسعت فؤادنا فادمته وادمت اعيننا الحابسة للدموع في مأقينا- يوم اسود وليلة ظلماء مرت علينا في مساء الامس- لم اكن اعلم بان ضيقنا من حال الحياة نهايتها انت ايها( الصالح ابن الحميدي) ابن عمي من لحمي ودمي- اكتفت اعيننا باحمرارها معلنة رفضها السماح بمرور دموعنا- حالة عناد دخلنا على اثر صدمة لم تكن في حسباننا رغم ايماننا ويقيننا بحتمية نهايتنا- تختنق دموعنا رغم محاولاتنا الترويح عن النفس من خلال بكاءنا، اذ ان العين لتدمع والقلب يحزن وانا لوفاتك ياصالح لمحزونون- مات ابو (خلدون) وماتت معه النكتة والبسمة البشوشة في يوم كان مقداره انا وانت.
ابا (ذونون) يومك هذا صعدت روحك الى بارئها وتحيتها سلام على الدنيا ومرحبا بدار القرار- من على سلالم المشفى كان عزرائيل يقف جبارا وانت في صراع مع ماالم بك، فؤادك المتوجع والذي قابله اصرارك على نثر البسمة لبث الروح والامال في انفسنا الباكية عليك- المبكية لمحبيك الذين عاصروك وعايشوك في السراء والضراء، رحلت فدثروا جسدك الطاهر مئزرا ابيضآ، لتتحشرج الكلمات كحشرجة الحصى لفرقاك حين دفنك.
اواه اواه يامن كنت تنشد يوما كلمات حب الجنوب يجمعنا ويامن كنت تتغناءبالمناضل الفذ (علي صالح عباد مقبل).. ابكيك انا وتبكيك جبال ووديان وسهول وقيعان منطقة عدن حمادة بشبابها برجالها باطفالها وشيوخها.
رحيلك افقدنا البصر والبصيرة لاسيما وان ذكرياتنا ارتسمت هنا وهناك، حيث اعتلفت انفسنا علقما وسقينا كاسا من سم زعاف.. جفت اقلامنا واحبارها مازالت تنضح طالبة هل من مزيد، لقاءنا سيجمعنا حينما تسمح اعيننا لدموعها ان تذرف لتشق طريقها نحو صدورنا المكلومة، كفى عذابنا ولوداعك في يوم رحيلك تطبع الف قبلة على جبينك ياابن عمي واخي الذي لم تنجبه امي، انعيك اليوم وغدا من يدري هل سينعوننا؟، ام اننا سنرحل غرباء وندفن غرباء كما ولدنا غرباء. سلام عليك يوم ولدت ويوم علمت وتعلمت ولروحك ولجسدك الممهور بالحب الف سلام
تعليقات الزوار ( 0 )